بلا قيود




الحرية مـؤلـمـة  !!

نـعـم ..

إننا نحارب من أجل حريتنا، نطالب بحقوقنا، نريد أن نكون المالكين الوحيدين لأنفسنا، نفتعل الأخطاء عمداً،

نكسر القواعد، إن الممنوع مرغوب فقط لنثبت لأنفسنا أولاً، ثم للعالم، بأننا نستطيع ..

نعم، نحن أحرار !!

و من فرط تصديقنا للكذبة التى إبتدعناها، نكاد ننسى .. ان الحرية مؤلمة !!

لا شىء أسوأ من قرارات مصيرية نتخذها وحدنا، و نبقى ما تبقى من عمرنا إما نأكل أصابع الندم أو نذبل فى عتمة إنتظار نتائجها، التى قد لا تجىء أبداً.

لا نتحمل أن تغلق علينا أبواب سجن، و لو كان قصراً من الذهب و الجواهر تحفه الحسان من كل ناحية، فكم من امير عثمانى ساقه قدره لأن يقضى أجله بين حوائط من الرخام و الترف الباذخ فقط لأنه لم يكن محظوظاً بما يكفى ليكون الإبن البكر، و قلة ممن حالفهم الحظ بموت أشقائهم الجاليسن على العرش و تتويجهم ملوكاً بعدهم، بعد أن أذهب الحجز بعقولهم و سيطر عليهم حب الإنتقام من سجانيهم بإقامة المذابح الجماعية، و لم ينسوا خليلات الوحدة فكان أن قضوا عليهن أولاً.

أليس من الغريب أن نرفض الذل و الأوامر من أى كان، و نرضى لأنفسنا إستعباد شخص واحد يسن علينا قوانينه و طرقه المعوجة بكل ما عاشه من عقد و حقد، و ترانا نتخذها منهجاً لنا طائعين ؟؟

أليس مضحكاً أن نسسى عدم إكتراثنا سواء كنا على حق أم لا ما دمنا مرتاحين، و لكن نترك لهم القرار الحاسم فى النهاية، حتى على تفاصيل حياتنا الصغيرة التى لطالما كانت تمثلنا ؟؟

كم نحب حريتنا فى أن نختار متى و أين و كيف نظهر أو نختفى فى حياة أحدهم، كم نفخر بقدرتنا على اللجوء لمخبئنا ذاك الاَمن حين تضيق علينا حدقات الحياة، فلا نعبأ بشىء أو شخص يقاطع خلوتنا، و لكن نظل نتشبث بكل ثانية يتكرمون بها علينا لنراهم فيها أو تضج هواتفنا بأصوات طالما فقدناها .. يجن جنوننا أن مر يوم بلاهم !!

الأمر كما لو أننا نقر بسرية تامة أن نحطم كل القوانين التى وضعناها، بأن نعبر كل الحوائط القولاذية التى قضينا عمرنا فى تشييدها، و أن نتناسى كل ما كنا نحارب من أجله و من أجل بقاءه، فقط و بكل هدوء نقرر تسليمهم كل شىء، لهم لجام القيادة، و نجلس بسعادة فى المقاعد الخلفية لحياتنا ممنين أنفسنا بزيارة أماكن لم تمر على خارطة أحلامنا، مسلمين لخياراتهم راضين بان نكون تحت رحمتهم .. 

الاَن، بعد كل تلك الخطابات و المقالات عن الحرية، اننا نتوق لأن يتم إمتلاكنا، لأن نختطف .. 

تحت إسم الحب .... !!



إذاً، الحب نوع من العبودية، بل من أسوأ أنواعها، ذلك الذى تنجر إليه طائعاً مختاراً ..

غير متوقع، لا يمكن التنبوء به، فقط تفتح عينيك لتجد نفسك فى خضم معركة لم تبحث عنها، تلك المعركة التى تبذل اقصى جهدك لتخسرها، أنت لا تمانع الخسارة، فى الحقيقة انت لا تملك الخيار، لا تمانع أن ينهزم 

عقلك للمرة الأولى، و قد تكون الأخيرة، فقط من أجل غازى يحتل قلبك .. و لو !!
و تنقلب عليك دعاوى الحرية، كحاكم عربى ثار عليه شعبه، تبدأ بتجرع كؤوس الإستعباد، تتعلم لغة الإنتظار، و ترقب هاتف لا يرن، تتقبل قيودك الخفية التى تكبلك،برغم الشعارات الخادعة بأنه لا قيود فى الحب، تضحى بسعادة كنت تموت من أجلها، فقط لتمنع دموعهم، لتراهم أمنين مطمئنين فى زمن أصبح الأمن فيه قمة السعادة.

لا قيود ؟ 
أكاذيب أطلقوها و ساعدتهم فى نشرها قبل تصديقها، أظننت بأن طلبك لعدم وجود أى إلتزامات سيضمن أخر ما تبقى من حريتك ؟ كيف عساك تكون حراً و أنت تجوب ممرات سجنك هياماً.







Comments

Popular posts from this blog

بـنـطـرك

~ The One ~

احـــتــرت فــيـــك